لماذا يدفع المشاهدون 5 أضعاف ويشاهدون محتوى أقل؟
منذ عقد مضى، كان الاشتراك في منصة بث واحدة (مثل نتفليكس) يعد كافياً. أما اليوم، فنحن نعيش في "أزمة المنصات المتعددة"؛ حيث تضطر للاشتراك في 5 إلى 7 خدمات بث مختلفة (ديزني بلس، أمازون برايم، ماكس، وغيرها) لمشاهدة محتوى محدد. هذا التفتت رفع التكلفة الإجمالية للمستهلكين بشكل كبير، بينما يشعر المشاهد العادي أنه يقضي وقتاً أطول في البحث عن المحتوى بدلاً من مشاهدته.
نهاية "الاشتراك الرخيص" وعودة الكابل
في البداية، كانت المنصات تقدم أسعاراً جذابة لجذب المشتركين. لكن مع اشتداد المنافسة وارتفاع تكاليف الإنتاج، بدأت الأسعار في الارتفاع، وظهرت الإعلانات، وبدأنا نرى تقييداً للمحتوى (حيث لا يمكن مشاهدة مسلسل ما إلا على منصة واحدة). أصبح المشهد يعيد نفسه: إنفاق ضخم لمشاهدة "حزمة" من القنوات، وهو ما كنا نفعله مع الكابل التقليدي!
القوة للشركات المالكة للمحتوى
هذا التغيير يصب في صالح الشركات المالكة للمحتوى الأصلي والمنتج للقنوات التقليدية (مثل ديزني ووارنر براذرز). فبدلاً من بيع محتواها لنتفليكس، باتت تحتفظ به لنفسها لجذب المشتركين لمنصتها الخاصة.
نصيحة للمستهلك الواعي: لتجنب "تضخم الاشتراكات"، اعتمد استراتيجية "الاشتراك المتناوب" (Churn and Burn): اشترك في منصة واحدة أو اثنتين لمدة شهرين لمشاهدة ما تريده، ثم ألغِ الاشتراك وانتقل إلى منصة أخرى. هذا يوفر عليك مئات الدولارات سنوياً.
المستهلك هو من يدفع ثمن المنافسة في قطاع البث. يجب أن يكون المشاهد أكثر وعياً بقيمة المحتوى الذي يدفعه مقابل الحصول عليه.