لماذا يختار الموظفون العالمية إعطاء "الحد الأدنى"؟
الاستقالة الهادئة" هي ظاهرة عالمية وليست مجرد موضة في بيئات العمل. هي ليست استقالة فعلية من الوظيفة، بل هي استقالة من عقلية العمل الإضافي؛ حيث يقرر الموظف إعطاء "الحد الأدنى" من الجهد اللازم للوفاء بمتطلبات وظيفته، دون بذل أي جهد إضافي أو البقاء لوقت متأخر. هذا السلوك هو صرخة احتجاج صامتة على ثقافة الإرهاق الوظيفي التي سادت لعقود.
دوافع الـ "كفاية" بدلاً من "المثالية"
الدافع الرئيسي للاستقالة الهادئة هو انهيار مفهوم "ميثاق التبادل" غير المعلن بين الموظف والشركة. هذا الميثاق كان يقول: "إذا عملت بجد وبذلت جهداً إضافياً، ستحصل على ترقية أو زيادة أو مكافأة." اليوم، يشعر جيل كبير من الموظفين بأنهم بذلوا كل ما لديهم، لكنهم لم يحصلوا على مقابل عادل (في الراتب أو التقدير أو التوازن بين العمل والحياة).
الاستقالة الهادئة تعني: "أنا لن أترك وظيفتي، لكنني لن أسمح لوظيفتي بأن تقتل حياتي الشخصية."
كيف يجب على الشركات أن تستجيب؟
لا يمكن للشركات محاربة هذه الظاهرة بالتوبيخ أو التهديد. يجب عليها أن تعيد بناء الثقة عبر:
- تقدير الجهد الإضافي فعلياً: يجب أن تكون المكافأة على الجهد الإضافي واضحة وملموسة (زيادة الراتب، أو إجازة مدفوعة، أو ترقية).
- احترام الحدود: يجب على القادة عدم إرسال إيميلات العمل بعد ساعات الدوام، ووضع سياسات واضحة تشجع على أخذ فترات راحة حقيقية.
الخلاصة التحليلية: الاستقالة الهادئة ليست مشكلة كسل، بل هي مشكلة إرهاق وسوء تقدير. هي تذكير للقادة بأن التوازن بين العمل والحياة ليس رفاهية، بل هو شرط أساسي للحفاظ على إنتاجية الموظفين.