وهي أسطورة الجاز والروح نينا سيمون.
نينا سيمون (1933 – 2003)، واسمها الحقيقي يونس كاتلين وايمون، لم تكن مجرد مغنية وعازفة بيانو، بل كانت قوة طبيعية، "كاهنة الروح" التي استخدمت موهبتها الفذة في الجاز والبلوز، الروح، الفولك، والكلاسيكيات لتكون صوتًا قويًا لحركة الحقوق المدنية ومناصرة للعدالة الاجتماعية. حياتها ومسيرتها الفنية كانت مزيجًا من العبقرية الموسيقية، التعبير العاطفي الخام، والنضال المستمر ضد الظلم.
طفولة مبكرة وموهبة كلاسيكية:
وُلدت يونس وايمون في تريون، كارولينا الشمالية، كواحدة من ثمانية أطفال في عائلة فقيرة. بدأت العزف على البيانو في سن مبكرة جدًا، وأظهرت موهبة استثنائية في الموسيقى الكلاسيكية، تحديدًا باخ. كان حلمها أن تصبح أول عازفة بيانو كلاسيكية سوداء مشهورة في أمريكا. لكن العنصرية المتفشية في ذلك الوقت حالت دون تحقيق هذا الحلم عندما رُفض قبولها في معهد كورتيس للموسيقى، رغم اجتيازها لامتحان القبول. هذه التجربة المرة أثرت بعمق في مسار حياتها وموسيقاها.
ولادة "نينا سيمون": الانتقال إلى الجاز:
لتعيل نفسها وعائلتها، بدأت يونس العزف والغناء في النوادي الليلية. لإخفاء هذه النشاطات عن والدتها المتدينة، اتخذت اسم "نينا سيمون". "نينا" كانت لقبًا أطلقه عليها صديقها (والتي تعني باللغة الإسبانية "فتاة صغيرة")، و"سيمون" جاء من الممثلة الفرنسية سيمون سينوري.
من هذه النقطة، بدأ نجمها بالصعود في عالم الجاز، حيث مزجت بين جذورها الكلاسيكية، روح البلوز، وعمق الفولك، لتخلق أسلوبًا لا مثيل له.
صوت النضال: الموسيقى كأداة للتغيير:
مع تصاعد حركة الحقوق المدنية في الستينيات، لم تستطع نينا سيمون الوقوف مكتوفة الأيدي. أصبحت موسيقاها منبرًا قويًا للنضال ضد الظلم العرقي. أغنياتها لم تكن مجرد ترفيه، بل كانت دعوات صريحة للتغيير:
"Mississippi Goddam": كتبتها ردًا على اغتيال ميدغار إيفرز وتفجير كنيسة في برمنغهام ألاباما. كانت أغنية غاضبة ومباشرة، عبرت عن إحباطها من بطء التغيير
