هل يمكن أن يشعل سباق السيارات الكهربائية حرباً جديدة؟
التحول العالمي نحو السيارات الكهربائية والاعتماد على الطاقة المتجددة (مثل تخزين الطاقة في البطاريات) هو هدف نبيل، لكنه يعتمد بشكل كبير على عنصر حيوي واحد: الليثيوم. هذا المعدن الخفيف هو العمود الفقري لبطاريات أيونات الليثيوم. ومع تزايد الطلب بشكل جنوني، تبرز تحديات جيوسياسية وبيئية خطيرة. هل يقود سباق "الاقتصاد الأخضر" إلى صراع جديد على الموارد؟
"مثلث الليثيوم" والتركيز الجغرافي
معظم الاحتياطيات العالمية لليثيوم تتركز في مناطق جغرافية محدودة، أبرزها "مثلث الليثيوم" الذي يشمل تشيلي والأرجنتين وبوليفيا، بالإضافة إلى مناجم كبيرة في أستراليا والصين. هذا التركيز الجغرافي يمنح الدول التي تمتلك هذه الاحتياطيات قوة تفاوضية هائلة، ويخلق نقاط ضعف في سلاسل الإمداد العالمية مشابهة لما يحدث في سوق النفط.
التحدي البيئي والأخلاقي
استخراج الليثيوم، خاصة من خلال استخراج المياه المالحة، يتطلب كميات هائلة من المياه العذبة، مما يضع ضغطاً كبيراً على الموارد المائية للمجتمعات المحلية، خاصة في المناطق الجافة. هذا يثير تساؤلات حول "التكلفة الحقيقية" للتحول الأخضر، والحاجة الملحة لتطوير تقنيات بطاريات بديلة (مثل بطاريات الصوديوم أو الحالة الصلبة) تقلل الاعتماد على الليثيوم.
تأثيره على التكنولوجيا والمستهلك: إذا استمرت ندرة الليثيوم، فإن أسعار السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية ستظل مرتفعة، مما يعيق هدف "الوصول الشامل" للتقنية النظيفة.
الليثيوم هو نفط القرن الحادي والعشرين. على الحكومات والشركات الاستثمار بشكل أكبر في إعادة التدوير (Recycling) والبحث عن بدائل، لضمان أن يكون الانتقال إلى الطاقة النظيفة مستداماً حقاً، وليس مجرد نقل للصراع على الموارد.