هل يقضي الجيل Z على مفهوم المكتب التقليدي؟
يُعرف الجيل Z (المواليد من منتصف التسعينات وحتى أوائل 2010) بكونه أول جيل "رقمي أصيل". لكنهم الآن يقودون ثورة صامتة في بيئة العمل، رافضين العودة بالكامل إلى المكتب التقليدي لخمسة أيام في الأسبوع. هذا ليس كسلاً، بل "هروب رقمي" مدفوع بالبحث عن التوازن والإنتاجية الحقيقية. هذه الظاهرة العالمية تجبر الشركات على إعادة تصميم مفهوم "العمل" بأكمله.
المكتب كنقطة التقاء، لا كمكان للإنتاجية
بالنسبة للجيل Z، العمل ليس "مكاناً" بل "مهمة". أثبتت تجربة العمل عن بعد (خاصة بعد الجائحة) أن العديد من المهام الفردية (كتابة التقارير، تصميم الأكواد، تحليل البيانات) تتم بكفاءة أكبر في المنزل أو في مساحة هادئة.
- الهدف من المكتب: لم يعد المكتب هو المكان الذي تذهب إليه للقيام بالعمل، بل هو المكان الذي تذهب إليه للاجتماع والتعاون وبناء العلاقات الاجتماعية. لذلك، يفضل هذا الجيل النموذج الهجين، حيث يتم تخصيص أيام محددة فقط للاجتماعات الحيوية والإبداع الجماعي.
أولويات الأجيال: التوازن يفوق الراتب
البيانات العالمية تشير إلى أن الجيل Z يضع "المرونة والتوازن بين العمل والحياة" في مقدمة أولوياته، أحياناً قبل الراتب. هم يفضلون وظيفة ذات راتب متوسط ومرونة عالية، على وظيفة ذات راتب كبير وقيود صارمة على الوقت والمكان.
التحدي أمام الشركات: تحتاج الشركات إلى التركيز على قياس النتائج بدلاً من قياس ساعات التواجد. الشركة التي تستمر في مطالبة الموظف بالتواجد من 9 صباحاً إلى 5 مساءً لمجرد "المراقبة" ستخسر أفضل المواهب لصالح منافسين أكثر مرونة.
الخلاصة التحليلية: "الهروب الرقمي" هو إعادة تعريف للإنتاجية. الشركات التي تتبنى هذا التغيير ستفوز في سباق المواهب، وتلك التي تقاومه ستجد نفسها عالقة في نموذج عمل قديم.