قمة المناخ: بصيص أمل أم سراب في مواجهة التحديات البيئية الكبرى؟
في خضم أزمة المناخ المتفاقمة، تتجه أنظار العالم بأسره نحو قمم المناخ السنوية، التي تجمع قادة الدول والخبراء في محاولة يائسة لوضع
استراتيجيات فعالة للحد من الاحتباس الحراري وتأثيراته المدمرة. كل عام، تتجدد الآمال بأن تخرج هذه المؤتمرات بقرارات حاسمة وتعهدات ملزمة، ولكن الواقع غالبًا ما يكون أكثر تعقيدًا وتحديًا. فبينما يصر العلماء على ضرورة خفض الانبعاثات الكربونية بشكل جذري وسريع، تواجه الحكومات ضغوطًا اقتصادية وسياسية هائلة، مما يعرقل التوصل إلى توافق عالمي حقيقي.
تتجسد آثار التغير المناخي في ظواهر طبيعية متطرفة أصبحت أكثر شيوعًا وشدة: من موجات الحر الحارقة التي تضرب القارات، إلى الفيضانات المدمرة التي تجتاح المدن، مرورًا بالجفاف الذي يهدد الأمن الغذائي لملايين البشر، وانتهاءً بارتفاع منسوب سطح البحرالذي يهدد بغرق المدن الساحلية. هذه التداعيات لا تؤثر فقط على البيئة، بل تحمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية وإنسانية خطيرة، حيث تؤدي إلى نزوح جماعي، تفاقم الفقر، وزيادة حدة الصراعات على الموارد الطبيعية الشحيحة. يقع العبء الأكبر غالبًا على الدول النامية التي تملك موارد أقل للتكيف مع هذه التغيرات، رغم أنها الأقل مسؤولية عن التراكم التاريخي للانبعاثات.
